ایکنا

IQNA

"الوعد الصادق" ومعادلة جديدة في الصراع بين إیران والكيان الصهيوني

14:31 - April 15, 2024
رمز الخبر: 3495308
بيروت ـ إکنا: إن عملية "الوعد الصادق" قد أطلقت معادلة جديدة في الصراع بين الجمهورية الاسلامية والكيان الصهيوني، وأتت هذه العملية استكمالاً لعملية "طوفان الاقصى" التاريخية

وبعد ساعات على عملية "الوعد الصادق" الايرانية ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وفي تقييم أولي لنتائج هذه العملية نستطيع القول:

أولاً: إن ايران قد التزمت بوعد قادتها، وعلى رأسهم الامام السيد علي الخامنئي بالردّ على جريمة اغتيال قادة الحرس الثوري الايراني في القنصلية الايرانية في المزة بالعاصمة السورية دمشق، ولقد جاءت هذه العملية التي قام بها حرس الثورة الاسلامية الايرانية لتردّ أيضاً على كل محاولات التشكيك بقدرة إيران، ناهيك برغبتها بالردّ على الكيان الصهيوني.


ثانياً: مهما حاولت تل أبيب، ومعها واشنطن، التقليل من نتائج هذه العملية، فإن أحداً لا يستطيع أن ينكر أن العملية العسكرية الايرانية قد أغرقت أجواء الكيان بالمسيرات والصواريخ لعدة ساعات، وانها أثارت ذعراً ورعباً في قلوب أهل الكيان الغاصب، وانها نجحت في الوصول الى أهدافها، لا سيّما تلك المتصلة بجريمة المزة في دمشق.

ثالثاً: لقد أثبتت هذه العملية أن الجمهورية الاسلامية الايرانية نجحت، رغم ما تعرضت له من حصار وحروب وفتن على مدى 45 عاماً في بناء ترسانة عسكرية مهمة ومتطورة يدرك أعداء إيران قدرة طهران  على الردّ على كل مواجهة مرتقبة معهم.

رابعاً: إن الردّ الايراني كان إيرانياً كاملاً ولم يعتمد على أي حليف له من محور المقاومة، والذين واصلوا تصديهم للكيان كما هو حالهم منذ ملحمة طوفان الاقصى، وذلك عكس كل التحليلات التي حاولت أن تتهم طهران بانها ستردّ من خلال حلفائها في المنطقة.

خامساً: كان للردّ الايراني دوره الملحوظ في رفع معنويات الجماهير العربية والاسلامية لا سيّما في فلسطين، وخصوصاً في قطاع غزة التي كان أهلها يواجهون سردية تسعى للايحاء لهم انهم يقاتلون وحدهم...ولقد تجلى هذا الدفع المعنوي بما شهدته عواصم ومدن ومخيمات من مسيرات واحتفالات.

سادساً: ان عملية "الوعد الصادق" قد اطلقت معادلة جديدة في الصراع بين الجمهورية الاسلامية والكيان الصهيوني حيث تقوم على أن الرد على أي اعتداء صهيوني على ايران سيأتي من داخل الجمهورية الاسلامية الايرانية وليس عبر حلفاء طهران في محور المقاومة.

سابعاً: إن الردّ الايراني جاء مدروساً وحكيماً ومدركاً لمجمل الوضع الاقليمي والدولي وتعقيداته، فلا هو امتنع عن رد ضروري، ولا هو بالغ في الرد بما يخرج الاوضاع  عن السيطرة.

ثامناً: لقد أعطى الردّ الايراني أنموذجاً ليحتذى به الواقع الرسمي العربي والاسلامي بامكانية المواجهة العسكرية لهذا الكيان، وامكانية الانتصار عليه لو تضافرت القوى وتكاملت الجهود وتوحدت الكلمة والموقف وتحررت الارادة من الاملاءات الاميركية والاطلسية.

تاسعاً: لقد كشفت ردود الفعل الغريية عموماً، والاميركية خصوصاً، عمق العلاقة بين الغرب الاطلسي والكيان الصهيوني والذي يتجه لعقد تحالف دولي لحماية الكيان، كما كان عبر  تحالفات سابقة ضد العراق وسورية وليبيا واليمن، بما يؤكد أن امتنا العربية والاسلامية هي أمة واحدة في طموحاتها كما في أعدائها.

عاشراً: لقد أتت عملية "الوعد الصادق" الايرانية التاريخية استكمالاً لعملية "طوفان الاقصى" التاريخية وينبغي استثمار ايجابياتها لصالح وقف حرب الابادة الجماعية على الاهل في غزة وعموم فلسطين، ولتحرير القدس  والاقصى وسائر المقدسات في أرضنا المحتلة والتي كان لمرور الصواريخ والمسيرات الايرانية فوق القدس المحتلة دلالة رمزية ومعنوية كبيرة.

  ألف تحية لعملية "الوعد الحق" وقادتها وفرسانها،  والنصر حتمي لأمة العروبة والاسلام ، بإذن الله.

بقلم الكاتب والمفكر السياسي اللبناني "معن بشور"

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:

twitter

facebook

whatsapp

جواد بارسامهر 

أخبار ذات صلة
captcha