ایکنا

IQNA

الامام الحسن العسکری (ع).. تصدى لطغیان السلطة رغم المعاناة المریرة

11:18 - January 10, 2014
رمز الخبر: 1352853
یعتبر الدین الاسلامی الحنیف شؤون القیادة والسیاسة من مهام الامامة ، ومن هذا المنطلق نجد أن أئمة أهل البیت علیهم السلام من الامام على بن أبی طالب أمیر المؤمنین (ع) وحتى الامام الحسن العسکری (ع) حملوا لواء المعارَضة للسلطات الطاغیة والفرعونیة الحاکمة ، ونادوا العمل بکتاب الله عزوجل وسُنَّة النبی صلى الله علیه وآله .


کما انهم علیهم السلام اتَّخذوا أسالیب مختَلفة لمواجهة الانحرافات التی اجتاحت الأمة الاسلامیة وسعوا کثیرا من أجل احیاء القیم الحقیقیة للاسلام المحمدی الاصیل وقدموا الغالی والنفیس وتحملوا أشق المعاناة کالملاحقة، والسجون، والقتل، والتنکیل والاسر وغیرها من أجل ذلک.



وفی هذا الاطار عانى الامام الحسن بن على العسکری علیهما السلام الذی نعیش هذه الایام (الثامن من ربیع الاول) ذکرى استشهاده الالیمة والمفجعة، ذات المعاناة التی عاشها آباؤه المیامین بغیة ارشاد الامة ومکافحة الظلم والانحراف والعمل على ابقاء الرسالة المحمدیة قائمة ما بقی الدهر.



فانفرد علیه السلام دون غیره من الأئمة الهداة من أهل البیت علیهم السلام أجمعین فی حمله لعبء قیادة المسلمین واعداد الأمة لعصر الغیبة وامامة الامام المهدی الموعود علیه السلام فی وقت قصیر جداً وظروف بالغة الخطورة والقمع الدموی الذی ینتهجه الحکام الطغاة آنذاک.



عاصر الامام الحسن العسکری(ع) فترة حرجة من الصراع مع السلطة الفرعونیة العباسیة القائمة على أساس القمع والإرهاب بصورة عامة ، وللعلویین بصورة خاصة؛ حیث تمیزت فی تصعید الضغط والتضییق على الامام المعصوم (ع) وقاعدته الشعبیة، لخوفها من تعلق الناس به، فعاش الامام(ع) تجربةً مریرةً ملیئةً بالمعاناة، کانت تهدف الى عزله عن الناس، والحد من أی نشاط قد یقوم به.



کما ان الامام الحسن العسکری (ع) عاصر مجتمعاً تسوده حیاة البذخ واللهو فی قصور الخلفاء العباسیین وانصارهم واعوانهم ، یقابله فی الوقت نفسه مجتمع العلویین وانصارهم حیث تسوده حالات الفقر، والجوع، والمرض، والارهاب، کما هو الحال فی الکثیر من البلاد الاسلامیة الیوم .



فکان من الطبیعی أن یتصدى الامام العسکری (ع) لسیاسة السلطة المستبدة والطاغیة لحکام بنی العباس والتی عمدت خلال حکم سلطة المعتز، والمهتدی، والمعتمد، الى اتباع سیاسة التضییق على الامام (ع) ومواجهته .



وفی ظل تلک الظروف العصیبة کانت هناک مهام أساسیة تنتظر الامام (ع) باعتباره حلقة الوصل بین عصری الحضور والغیبة بکل ما یزخران به من خصائص وسمات، الأمر الذی دفع بسلطة بنی العباس الى اتخاذ اجراءات مراوغة تجاه الامام العسکری (ع) تضلیلاً للامة حیث اقدموا على تقریب الامام (ع) من البلاط والتظاهر باکرامه فی العلن فیما زادوا من المراقبة الشدیدة والمستمرة لکل أحوال الامام(ع) ، الى جانب الایعاز باتخاذ الصرامة فی مواجهة الامام العسکری (ع) إذا تطلّب الأمر ذلک مثل سجنه أو مداهمة بیته أو اغتیاله علیه السلام.



وتنفیذاً لسیاسة بنی العباس القمعیة والدمویة الفرعونیة ، حُوصِر الامام الحسن العسکری(ع) فی عهد المتوکل، واعتقل مرات عدة فی عهد من جاء بعده، من المستعین الى المعتز الى المهتدی الى المعتمد. بسبب الحسد الکبیر الذی کان یکنه العباسیون للامام أبی محمد (ع) على ما یتمتع به من شعبیة هائلة واحترام بالغ من جمیع الأوساط.



فنقل الامام العسکری (ع) على عهد الطاغیة المعتمد العباسی الذی أزعجه ما یسمع من إجماع الأمة على تعظیم الامام (ع) وتبجیله وتقدیمه بالفضل على جمیع العلویین والعباسیین، فأجمع رأیه على الفتک بالامام (ع)، واغتیاله فدس له سماً قاتلاً.



وهکذا کان استشهاده فی الثامن من ربیع الأول سنة 260 للهجرة وبعد خمس سنوات وثمانیة أشهر وخمسة أیام من امامته المبارکة، کان أعظم خسارة منی بها المسلمون فی ذلک العصر ، حیث فقدوا القائد والموجه والمصلح الذی کان یحنو على ضعفائهم وأیتامهم وفقرائهم وارتفعت الصیحة من دار الامام (ع) وعلت أصوات العلویات والعلویین بالنحیب والبکاء.



وجیء بالجثمان الطاهر تحت هالة من التکبیر والتعظیم الى مقره الأخیر فدفن فی داره إلى جانب أبیه الامام على الهادی (علیه السلام) فی سامراء وهو ابن ثمان وعشرین سنة وقد واروا معه صفحة مشرقة من صفحات الرسالة الاسلامیة وواروا فلذة کبد رسول الله (صلى الله علیه وآله).



بقلم الباحث والکاتب العراقی:  جمیل ظاهری



المصدر: براثا

کلمات دلیلیة: الامام ، الحسن ، العسکری
captcha